ميادة المصري
عضو من الاعضاء المميزين في الشبكة الدولية للفن التشكيلي
أقيم مؤخرا معرض للفنانة الفلسطينية ميادة مصري، في مدينة الناصرة العريقة، وسط حضور لافت من مثقفين وفنانين وباحثين مهتمين بالفن، في مقهى ليوان الثقافي، السيد سامي جبالي أشار الى دور المقهى في تقديم ثقافة من نوع اخر، وخلق فضاء مفتوح للإنتاج الفني وعرض اعمال فنية وتفعيل برامج ثقافية من الشعر والادب وعرض أفلام هادفة وفقرات للعزف، وقال انه سعيد جدا باستضافة الفنانة ميادة التي تحمل اعمالها الاصالة والعراقة الفلسطينية.
الفنانة ميادة مصري حاصلة على لقب اول في الصعوبات التعليمية وشهادة تدريس بنفس المجال، تدرس لقب ثاني ” الفن كوسيلة للتغير الاجتماعي”، شاركت في العديد من المعارض الفنية داخل البلاد وخارجها، أهمها:
ضوء وظل – بيت الكرمة – حيفا
مهرجان شجرة الثقافة -معرض رؤى ملونة (لفنانات كفرقرع)
فلسطين حكاية ولون – جامعة النجاح – نابلس
ذاكرة المستقبل – باريس – بمبادرة من الكاتب الراحل سلمان ناطور
حكايتي مع بلدي –المركز الجماهيري – ام الفحم
مهرجان الأردن العالمي للفنون التشكيلية – العقبة -الأردن
بين الدوالي – مركز السلام – بيت لحم
بين الدوالي – مركز مندلا – كفرقرع
بين الدوالي – مقهى ليوان الثقافي -الناصرة
قبل ما يقارب ال 20 عاما، كانت الانطلاقة الأولى للفنانة ميادة مصري في الرسم والفن التشكيلي، وتعتبر من الفنانات الرائدات بكفر قرع، وشاركت في العديد من المعارض، ان تجربتها مع الدوالي كانت بمثابة قصة حياة طويلة، فجاءت اعمالها على هيئة حكاية وتجلت في ابتكارات واشكال لا متناهية من بناءات متعددة في اخبار الحكاية، فمنحتها روحا متجددة واستطاعت العودة مجددا، فكانت الدوالي حكايات للذين مضوا لمن يأتون في غسق المحبة.
اننا هنا في حضرة الذكريات بكل ثرائها وكل مشاعر الفقد التي تكتنفها، فالفنانة ميادة مصري ابنة هذه الأرض لكل تضاريسها التي ظهرت جلية في معظم اعمالها. ” بين الدوالي ” ذلك الورق الذي تسكنه الفنانة ميادة بكل جوارحها واستنهضته بكل ما حمل من حيث ال ” اللمة ” الأرض، وليس عبثا ان اختارت الفنانة موتيف يرمز الى الهوية الفلسطينية، ففلسطينيا تحتل أشجار العنب المرتبة الثانية في الإنتاج الزراعي بعد الزيتون، ووجودها في الحوش ارتبط اجتماعيا بشكل وتركيبة البيت الفلسطيني.
خلفية للأفق اللوني المطرز بالخيط والكلمة
الكاتبة والناقدة الفنية الدكتورة عايدة نصر الله ، تقول ان اعمال الفنانة ميادة جاءت بعد مسار طويل من التفكيك والتركيب والتجفيف وتقسيم محوسب مدروس لتقسيم العمل الفني ، ومن ثم إضافة خيط الطرز الفلسطيني وتأتي مرحلة الألوان الهرمونية التي تنسجم مع العمل ، استخدام الفنانة لورقة العنب جاء بعد تجربة بوجود دالية في ساحة بيتها ، حيث كانت تجتمع عائلتها وتنسج الحكايات والذكريات الجميلة فنبعت اعمالها من الداخل من القلب وشجرة العنب تحمل ذكريات جمعية لدى المجتمع لدى المجتمع الفلسطيني ، فتظهر الورقة ما بين الحضور والغياب – فهي ظاهرة وغير ظاهرة في بعض الاعمال وبذلك تستدعي الاقتراب من العمل كي ندرك وجود ورقة العنب .
في لوحات الفنانة ميادة نرى ورق الدوالي قد شكل خلفية للافق اللوني المطرز بالخيط والكلمة، بحيث نكاد لا نراه وهو يحلق ما بين الضوء والظل، ما بين الحضور والغياب، فورق الدوالي هو الأرض الصلبة للخيط كموتيف للتطريز الفلسطيني، التراث، وهو الأرض الصلبة للتشكيلية اللونية لتشكل معا ثلاثية الأرض /الام /الوطن.
تشارك الفنانة أيضا بأعمال من السراميك حيث تقوم بتكسيرها وإعادة بناءه من جديد بحيث تخلق عالم جديد كيفما تراه الفنانة، هذه العملية اشبه بلعبة الليجو وهي ليست مجرد ألوان.
إنسانية عالية
الدكتورة تغريد يحيى-يونس ” لن اتناول مضمون الاعمال الفنية، ولن اوفر لها قراءة سوسيولوجية ولا جنادرية ، بل سأخص في كلمتي شخص ميادة ، الفنانة صاحبة الاعمال ، فاستذكرت اجتهادها ومثابرتها كطالبة في المراحل الثانوية – واسلوبها المهذب ، ودابها على ذلك فيما بعد في التعليم الرسمي في معاهد الفن والاطر الأخرى ، وفي القراءة والتعلم الذاتيين في مجال الفن التشكيلي والنقد الفني ، وقد اشارت الدكتورة يحيى -يونس ب ” قدرة ميادة على تكوين العلاقات الاجتماعية الطيبة مع زميلاتها وزملائها والمختصات والمختصين ، وان الحضور بأطيافه انما جاء ليعبر عن محبة شخص ميادة وانسانيتها العالية. وللاحتفاء بإنجازها الفني ” بين الدوالي” وهو اقل ما يمكن تقديمه لها “، تسمو المعارض بأعمالها الفنية أ اصيلة الأفكار والموتيفات، مشغولة بحس رهيف، مستخدمة موتيفات مادية وحسية وجودية تستحضر التاريخ، والتاريخ الاجتماعي والتراث المادي والمعنوي اجمالا، وذلك الخاص بالنساء، معرض لا يفوت.